فى البدايه سلام ..
خلف هذه الصوره البراقه الزاهيه الكثير من التعب والجهد ، فى كواليس هذا التاريخ الناصع المشع خطوات ترسم بدقه وصبر لكى يخرج الى النور عمل يستحق انتظار وترقب كل من وضع ثقته فى عمرو دياب كنجم قادر على الاتيان بكل ماهو جديد ومختلف ..
كلما طال التاخير ، كلما زادت التكهنات والتوقعات المصحوبه ربما ببعض المبالغات ، كيف سيعود دياب من جديد ، هل سيمارس هوايته المفضله بالتحليق خاج قفص الروتين ، وغيرها من تمنيات وتطلعات العشاق ..
ولكن لا بأس من بعض التأخير ، قبل ان يظهر الى النور .. ابداع الكبير ..
احيانا يكون الكلام اسهل من التطبيق ، ولكن الاكيد انه ليس من السهل ان تحافظ على مثل هذا الرتم المرتفع والنسق الرهيب من سنوات التفوق ، وتحمل ضغوطات الانتظار للخروج بافضل النتائج وارقى التجارب الغنائيه لترضى كل هذا الكم من الجمهور الذى لايهدأ ولا يمل طلب العمل الجديد والغير مألوف ، وهكذا يسير دياب ..
اقامة اشهر فى الاستوديو تتحدث عن نفسها ، لو كان شخص ءاخر وصل الى ماوصل اليه دياب المطرب لكان تعامل مع اعماله بشئ من الاستسهال كيف لا وهو يملك كل هذه الثقه والرصيد التاريخى المخيف من النجاحات ، وكل هذا الحب الذى يكفيه لسنوات طويله حتى ان لم يقدم جديد ، ولكنه عمرو دياب ..
لست انا من يتكلم ، فمن شاهد عمرو دياب ينام على كراسى الاستوديو هم من وصفوا حرص هذا الرجل وصبره على الابتعاد عن العائله والاصدقاء لاسابيع واشهر فقط ليعدل جزئيات وتفاصيل ربما لن ينتبه لها البعض هكذا قال مدكور رفيق رحلة النجاح وايمن قمر شاعر الخيال، ولكن عقلية مبدعنا الراقى لاتسمح لشئ ان يمر مرور الكرام ، وهذه هى القمه لمن يسأل عنها ..
انا اصنع الاغانى اللتى فى خيالى ،جمله تلخص العبقريه..
هذه مقوله لعمرو دياب ، الرجل الذى جعل خريطة النجاح تفيض عبقا بسحره الخاص ، ربما هذه الجمله هى الجواب الشافى لمن يسال عن تاخر عمرو فى تحضير البوماته ..
لانه ببساطه لايبحث عن الوجبه الجاهزه اللتى سرعان مايتم هضهمها ونسيانها ، جمال اعماله يكمن فى الشعور باستفزازه لكل افراد العمل فى البومه للخروج بارقى حلة ابداع يمتلكونها ليجملها هو بنظرته العبقريه اللتى تعطى للسحر شكلا اكثر سحرا ..
دقق فى هذه الجمله لتعرف كيف يتمكن دياب من خلع ثوب البومه السابق قبل ان يدخل للاستوديو للبدئ بتحضير البوم جديد ، هذا مايجعله بعيدا عن تكرار نجاحاته مع انه يملك من الذكاء والدهاء مايجعله قادرا على تكرارها دون ان يشعر احد ..
بالتاكيد هذه العقليه هى من جعلت العالميه اللتى يركض خلفها الكثيرون ترتمى تحت اقدامه دون ان يظطر هو لان يرحل الى مشارق الارض ومغاربها ليعرف عن نفسه ، ودون ان يلبس اعماله حلة لاتليق بها فهو بطاقمه الشرقى وصل الى الغرب بكل اناقه ، وببراعه استطاع ان يكسو اغانيه الشرفيه بثوب غربى بهى ، فهو بدون ان يتحرك من موطأ اقدامه جعل العالم كله ينظر اليه باحترام وتبجيل كونه مبدعا انظم الى مبدعين ءاخرين فى كتيبة من العباقره الذين صنعوا فنا اصبح منهجا للباحثين عن النجاح ، هذا ماجعل دياب يناطح الكبار بقيمته وبراعته فى موناكو ومونتى كارلو وغيرها .. لكى يقول من ظن ان فن الابهار لاياتى الا من الضفه الاخرى من العالم .. ان عمرو دياب مر من هنا ..
فضفضه !!
تاخيره عزف على اوتار القلوب ، متعه لقياه تكمن فى اللهفه والشوق الكبيرين بعد طول انتظار ، ورغم العتب بكل الحب نستقبله ، كيف لا وهو الذى يحمل فى حقيبته الموسميه بلسم الشفاء لكل الجروح ..
تراه اصغر واكثر شبابا مهما تقدمت به السنين !! وفى المقابل مهما زادت فى عداد عمرك الاعوام ، ترى نفسك صغيرا كلما لامس صوته الشجى اذنيك ، لاتستغرب ! فانت فى حضرة فن عمرو دياب ..
فى فترة ابتعاده تتهاطل من حولك الالبومات ، تجد نفسك غارقا بين ركيكها ومقبولها ، وبغرابه تجد نفسك حائرا بين فرض اسم هذا ولقب ذاك ، وبين هذا وذاك يطل عليك برونقه من جديد ليخلف بعد الدوامه الممله هدوءا جميلا وسكينه محببه ، لذلك حين يطل لاتتعب نفسك بالبحث عن صور اخرى بجانبه ، فلن تجد الا بوستره وحيدا دون مزاحمه ، هكذا جرت العاده !! او بلأصح هكذا فرضها هو ..
لايزال يقف على ارضيه صلبه مهما تغيرت من حوله المعطيات ، فن متجدد ، ظهور مبتكر ، اسلوب احترافى غير مسبوق ، لذلك لاعجب فى ان ابداعاته تخترق الحواس دون استئذان ، كيف لا وهو يغنى كل حرف بمعنى واحساس ، لدرجه تكاد تجزم فيها بان جديده ليس غريبا عليك ! فقط لان مايغنيه يخرج من القلب الى القلب .. هو سر الاحساس الذى يحبس الانفاس ..
البوم فى الصيف او الشتاء ، هو حدث العام عند الجميع دون استثناء ، مهما اختلف موعد ظهوره كل عام ، الا انه يضع نفسه ببراعه فى دائرة الاهتمام ،و بعد طول الانتظار ، يستقبله الجميع استقبال كبار الزوار ، وكأنه لم يطل الغياب ، فتفتح امامه اوسع الابواب ، انه نجم من عالم الخيال ، تكراره او استنساخه هو امر محال !! فهو لايأتى فى العمر الا مره واحده ،المحظوظ فقط هو من عاصرها ..
هاتريك اوورد ، سألت نفسى كثيرا هل خدمت هذه الجائزه عمرو دياب ام العكس ، ام ان بريق عمرو دياب يجعل اى جائزه كبيره مهما كانت قيمتها ، فوجدت الجواب فى تسابق المطربين العرب اليها بشتى الطرق بعد هااتريك عمرو دياب ، ولكن بمراجعه بسيطه للنفس !! وبمعادله صغيره ، اذا كنت تستطيع شراء الجوائز ، فكيف لك ان تشترى رصيد عمره 25 عام من القمه والنجاحات ، فماهكذا تتساوى الرؤوس ! مجرد سؤال !!.
هكذا اختم ، ولكم منى سلام